بعد الزواج..قضوا أحلى شهر عسل ..وأحلى أيام العمر ..ومر على زواجهما شهر ..شهرين ..ثلاثه ...حتى اكتملت سنه كامله ..عاشوا في هذه السنه حلم جميل تمتعوا به وتمنوا أن لايصحون منه ...
وفي يوم من الأيام ..استيقظ هو على صوت جرس الهاتف ..ولما ذهب إليه ورفع السماعه ..وإذا بذلك الصوت الذي يدل على غضب ..إنها والدته ...وحصل هذا الحوار بينهم ..
رفع السماعه وإذا بصوت ولدته يأتيه غاضباً ... فأحب أن يقطع الصمت فقال : وهو يبتسم :صباح الخير يا أحلى أم في الدنيا
الام (وبنبرة حادة ): أي صباح هذا اللي تتكلم عنه ؟ .. الساعه الحادية عشرة ظهراً وتقول لي صباح الخير !؟!؟
سامي : لكننا مازلنا في الصباح !
الام: اترك عنك هذا الكلام الفارغ والآن أذهب إلى تغيير ملابسك وتعال بسرعة ..هيا لا تتأخر !!
سامي : لماذا يا أمي .. خير إن شاء الله .. ماذا حدث ؟!
الام : قلت لك تعال بسرعة ولا تتأخر .. أريدك في موضوع مهم ..
سامي : إن شاء الله يا أمي .. سوف أتناول فطوري مع حنان ( زوجته ) وبعد الفطور سوف نمر عليك ..ولن نتأخر إن شاء الله ..
الام (وبنبرة استغراب وغضب ): ماذا !؟؟... وأنت لا تمشي إلا معاها ؟! ولا تخرج إلا بصحبتها .. اتركها في البيت وتعال بمفردك ولا أريد أن أراها معك ..ولا بد أن تأتي بسرعة والأن .. ولا تتأخر !!
سامي ( وبنبرة حزن وهو يعرف إن والدته لاتحب زوجته ): إن شاء الله يا أمي ..
عندما وضع سامي السماعه وذهب لتغيير ملابسه وخرج إلى الصاله إذا بزوجته حنان ترتب الفطور على المائدة ..ولما رأت زوجها على عجلة من أمره ..سألته بكل ود :سامي ..حبيبي ..لماذا أنت مستعجل !؟؟! لقد جهزت لك الفطور ..
سامي : لا عليك ياحبيبتي .. أمي تريدني في موضوع مهم ولا بد أن أذهب لها الأن ..
حنان : خير إن شاء الله .. لاتنسى أن تسلم على خالتي يا سامي ..
سامي : إن شاء الله .. مع السلامه ..
أغلق سامي الباب وراءه وذهب إلى أمه ليرى ماعندها من أمر مهم يجعلها تكلمه بهذه اللجة القاسية ..
وهناك ( في بيت أم سامي ) ... فتحت أم سامي النار على ولدها قائلة له : بذمتك كم صار من الوقت على زواجك ؟
سامي : تقريباً سنة كاملة يا أمي ..
الأم : ماذا تقول ؟ سنة ؟؟ مضى على زواجك أكثر من سنة !!
سامي : لماذا يا أمي ؟! هل هناك شئ يختص بزواجي ؟
الام : لماذا تسأل ؟ ألا تعرف ماذا هناك ؟!
سامي ( مستغرباً ): ماذا هناك يا أمي ؟!؟
الام : مضى على زواجك أكثر من سنة وإلى الآن لم نر منك شيئاً !!
سامي : مني أنا ؟
الام : يعني بالله عليك .. مني أنا ؟.. أكيد من زوجتك النحسه !!
سامي : (وهو متكدر ): أمي .. ماهذا الكلام الذي تقولينه ؟!؟
الام : بذمتك .. ألم تمض سنة كاملة ولم نر منها شيئاً !؟!
سامي : يا أمي .. أنجبنا أبناء أم لم ننجب هذا الموضوع يخصنا أنا وهي فقط .. ثم لم يمض من الوقت سوى سنة على زواجنا !؟!؟
الام : ما شاء الله .. ما شاء الله أصبحت تصرخ في وجهي وتتطاول علي .. ألعيب ليس فيك بل في هذه الزوجة النحسه التي عندك !!
سامي : أمي لا تقولي مثل هذا الكلام .. يكفي .. لا تظلمي زوجتي ..
تظاهرت الام بالبكاء حتى تلين قلب أبنها قليلاً وقالت الام وهي تتظاهر : العيب مني أنا التي أريد أن أفرح بك وبرؤية أبنائك قبل أن أموت وأدفن تحت التراب !!
سامي : يا أمي لا تقولين هذا الكلام .. أطال الله في عمرك وغداً إن شاء الله سترين أبنائي وأبناء أبنائي أيضاً ..
الام : ومتى ؟ متى سيأتي اليوم الذي سأراهم فيه ..
سامي : قريباً إن شاء الله يا أمي ..
الام : ومتى قريب ؟ في كل مرة تقول لي نفس الكلام والآن مرت سنة كاملة ولم أرى شيئاً ..
سامي ( يحاول ان يغلق الموضوع ): يا أمي .. كل شئ بيد الله تعالى وليس بيدينا شئ ..
الام : اسمعني ياولدي .. سوف أصبر وأفوض أمري إلى الله ..
سامي : إن شاء الله يا أمي العزيزة .. سوف أذهب الآن .. هل تريدين شيئاً ؟؟
الام : اهتم بنفسك .. وفي أمان الله وحفظه ..
لما رجع إلى البيت .... كانت حنان جالسه على مائدة الفطور بأنتظار عودة سامي ..
حنان : أهلا بحبيبي سامي ..
سامي ( ويبدو عليه الحزن ): أهلا حبيبتي حنان ..
حنان : سامي حبيبي .. تعال لتناول الإفطار .. لم أفطر فقد كنت أنتظرك وكلي شوق ولهفة لرؤيتك ..
سامي : لا أشتهي طعاماً ثم دخل الغرفه ... ودخلت حنان وراءه ..
حنان : سامي .. لمذا أراك حزيناً ؟!؟ ليست هي عادتك يا حبيبي ..
سامي : سلامتك يا حبيبتي .. ليس هناك شئ ..
حنان : سامي حبيبي .. هذا الكلام تقوله للشخص الذي لا يعرفك .. ولكنني زوجتك وأعرف ما بك ..
سامي : ( وبعد تنهيده طويله ): حنان .. أمي .. أمي يا حنان ..
حنان : خالتي ؟.. خير إن شاء الله ما بها ؟
سامي : هذي المرة الثانية يا حنان التي تقول لي فيها .. ( ثم توقف سامي عن الكلام خوفاً من أن يجرح مشاعرها )..
حنان : ماذا ياسامي أكمل ؟
سامي : ( يتابع حديثه ): التي تقولي لي فيها .. ( ويقول بغصه ) أريد أن أرى عيالك ..
حنان : ( وبدأ بعض الحزن في ملامحها لكنها سرعان ما خبأته ): سامي حبيبي .. هي أمك ومن الطبيعي أن تقول لك هذا الكلام لأنها تريد أن تفرح بك وترى أطفالك يلعبون أمامها .. ولا أعتقد أن خالتي قالت شيئاً غريباً وهذا الشئ من الطبيعي أن تقوله كل أم لولدها ..
سامي : يكفي .. يكفي ..
حنان : إذا كنت تريد أن نذهب لأداء التحاليل والفحوصات فأنا مستعده وليس لدي مأنع ولكن لا أريد أن أراك متضايقاً وحزيناً هكذا !!
ذهب سامي وقبل جبين زوجته حنان ثم قال لها : هل تعلمين يا حبيبتي أن حياتي بدونك لاتساوي شيئاً ؟!؟
حنان : ( بابتسامة هادئة ) وأنا أيضاً يا سامي ..
وبالفعل بعد أيام ذهب سامي وحنان لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمه .... وبعد أيام قليلة ظهرت النتائج .. وذهبوا لا ستقبالها .. وفي المستشفى ظهر سامي وتبدو عليه علامات التوتر والخوف وكان خوف حنان أكبر لكنها كانت تخفيه بابتسامة كاذبة في وجه سامي .. وعندما ظهرت النتائج ....ظهرت الصاعقة التي لم يكن يحتملها الزوجان أبداً ...حنان عقيم ...عقيم ...عقيم .. ولا تستطيع الإنجاب أبداً ... ومن الصعب علاجها .. أخفت حنان فهمها بيدها من الدهشه ...وامتلأت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى سامي سامي الذي امتلأت عيناه بالدموع كذلك ولكنه ضم حنان بقوة وهي تبكي وعندما وصلوا المنزل وفتحوا الباب تفاجأوا بمفاجأه أخرى كانت تنتظرهم هناك .. إنها أم سامي جالسه في الصاله تنتظر ... وعندما فتحوا الباب اندهشوا لتواجدها ... فقالت أم سامي باحتقار : صباح الخير ..كان ظني صائباً أليس كذلك ؟!؟
ذهبت حنان تركض وهي تبكي بشده إلى غرفتها ... وأما سامي فقد وقف امام الصاله ... وما كاد ان يذهب إلى زوجته .. حتى نادته والدته بصوت حاد : سامي كان ظني صائباً اليس كذلك ؟!
سامي ( وهو يتلعثم ): أمي ... أمي
الام ( قاطعته بغضب شديد ): : كان ظني صائباً !؟ العيب فيها طبعاً ؟
سامي : أمي ... هذا قضاء الله وقدره ...
الام ( وهي مندهشه وتلومه بغضب ): أرأيت يا سامي .. هذا جزاء الولد الذي لا يطيع أمه .. هذه هي التي أحببتها وكنت مجنوناً بها .. أنظر الآن ماذا أتى من ورائها .. هذه هي التي أخذتها رغماً عني ووقفت بوجهنا كلنا من أجلها .. ألم أقل لك ؟؟ ألم أخبرك بأنه لا فائدة ترجى من ورائها !؟؟!
..وأريد أن أرى عيالك قبل أن أموت ..هل تسمع ؟إذا لم تسمع كلامي وتأخذ بقراري فمن اليوم فصاعداً لست بولدي ولست بأمك وسأبقى غاضبة عليك إلى يوم الدين !!
سامي : حنان حبيبتي وزوجتي وستبقى حبيبتي وزوجتي طول العمر !!
دهشت الام وجن جنونها ... وحدقت بولدها بنظره غضب وكأنه يتطاير من عيناها الشرار .. ثم فتحت فمها وقالت : روووح يا سامي ولا انتا .......... وما كادت الام تكمل كلامها حتى فتح باب الغرفه ... وظهرت حنانراكضه ودموعها تنسكب كالشلال ساخنه وعيناها اللتان احمرتا من كثرة الدموع وصرخت على خالتها : يكفي يا خالتي لا تكملي ..ثم أتت راكضه إلى زوجها متوسله إليه وانزلت رأسها وهي تقبل يده ودموعها تبلل يده وهي تقول ببكاء شديد وهي تصرخ متوسله تحت قدميه :سامي حبيبي .. أقبل يديك وقدميك .. أرجوك وافق وتزوج يا سامي ولا تغضب امك عليك يا سامي ...!!
أخذت دموع ساخنة تنهمر بحرارة على خدي سامي حتى نزل إلى حنان وهي تحته وأمسك يديها وهو يقبلها بشده قائلاً : حنان .. حنان .. لا يمكنني العيش بدونك .. أنتي لي الدنيا بأكملها ..لا يمكن أن أتزوج من امرأة أخرى غيرك .. سوف نبقى معاً للابد ..سوف نبقى للابد ..
كانت الام تنظر مندهشه حتى أمسكت حنان قدم سامي وهي تبكي بشده وتصرخ متوسله وتقول : ارجوك يا سامي .. أرجوك وافق يا سامي .. وااافق انا موافقه أنك تتزوج .. أنا موافقه .. وافق يا سامي .. ولا تجعل امك تغضب عليك يا سامي !!
بقى سامي صامتاً صامداً وهو يبكي ويقول : لا يمكن أن أعيش مع أخرى .. لا أريد عيالاً .. أنا أريدك أنتي .. وأخذت حنان تبكي وتنتحب وتقول : سامي إذا كنت تحبني وتريد لي الراحة وافق على الزواج .. أرجوك وافق .. وهي تقبل يده حتى انكسر هنا قرار سامي .. فلقد حلفته بحبها وبها .. فنظر إلى والدته وعيناه تملأها الدموع بغضب .. ثم رأى حنان التي تبكي وتتوسل .. ثم اسدل رأسه واخفظه .. ليدل على الموافقه عندما رأت الام ذلك الموقف ... مسحت تلك الدمعه التي نزلت على خدها .. وابتسمت بانتصار لموافقة ولدها على طلبها وذهبت .... وبالفعل .. بعد عدة أيام وجدت العروس المناسبه .. وتم فعل كل شئ .. وخططت هي مع اهل العروس على كل شئ .. حتى حددوا موعداً للزواج ليكون خلال الاسبوع القادم وهو يوم الخميس ... وقبل العرس بأسبوع عندما أتى سامي إلى منزله .. ودخل وبدل ملابسه وعلى ملامحه الحزن الشديد والحيره .. وجد هناك على تسريحه الغرفه ورقه مربعة .. عندما اتقرب منها .. تبين له ان هذا هو خط حنان .. ثم دهش .. وأخذ يقرأها :
حبيبي سامي .. لقد أخذت كل أغراضي وحاجياتي لأترك لك المكان .. ورتبت كل المنزل لزوجتك الجديده ... اعذرني يا حبيبي لكنني لا استطيع الآن أن اعيش مع الانسان الذي احببته من اعماق قلبي والآن أراه مع شخص آخر .. لكن تاكد حبيبي .. أنني في منتهى السعاده .. متمنية لك اجمل حياة معها .. وان شاء الله ترزق بالذريه الصالحه لتفرح قلب خالتي ... آسفه لعدم وضوح الخط .. ابعثر كلماتي في هذه الورقه ودموعي تنزل متشتته عليها ... أنت اوفى مخلوق على وجه الأرض .. أنت حبي وستبقى حبي ولن أرضى بغيرك .. حياتي ستنتهي بدونك .. لأنك بالأصل حياتي ... حبيبي هذا قدر الحكم وظروف الزمن ... لا احد يستطيع الاعتراض .. عش حياتك حبيبي ... وصدقني يا حبيبي من أجلك .. سوف أحضر عرسك ... ليكون هذا آخر لقاء بيننا .. بعدها سأرحل ... الوداع يا حبيبي ... وألف مبروك ... الوداع الأول هذا .. والوداع الثاني في ليلة عرسك ... حبيبي أتمنى أن تقرأ رسالتي مرتين هذه المره الأولى والثانيه بعد اليلة الثانية في ليلة عرسك .. وداعاً .... حنان ..
كان سامي يقرأ الرساله والكلمات التي خطتها حنان ودموعه تنهمر بشده ... لقد كان يرى تلك الورقه التي تلطخت بدموع شديده من عيون حنان ... وهنا عاد إلى واقعه ... ليصرخ صراخ مكتوم في قلبه ودموعه التي اصبحت نهراً ... ومر الأسبوع ببطئ ... وبحزن شديد ودموع لا تفارق سامي ... أتت تلك اليله الموعوده ليلة العرس ليلة زفاف سامي ليجلس بكرسي بجنب امراه اخرى ... غريبه وعندما بدا العرس ... ودخلت العروس ... وبعد ساعه ... ارتفع صوت الزغاريد وكانت الام غاية في السعادة وأغلب النساء يشاركونها هذا الفرح ... عندما دخل سامي وهو يرتدي البشت .. ومن ورائه الرجال ... ارتفع صوت الام وهي تلل بولدها وصوت النساء الذين يشاركونها فرحتها .. وارتفع صوت الزفه ..والنساء : الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد ...... وازداد صوت الزغاريد والتصفيق وسامي يمشي ببطئ وعيناه تبحث عن شئ ... انه ينتظر احد الاشخاص ؟ ..كان يبحث عنها في عينيه ... حتى وصل إلى عروسه ليجلس بجنبها ... العروس تملأ وجهها ابتسامه ... ووا
ابتسامه ... ووالدة سامي واقفه في قمة السعادة ... وسامي يبحث عنها من بين الحاضرين .. أين هي .. أين هي .. لا وجود لها بالحفله ...!!
أحست أم سامي بولدها وهيئته الحزينة في وسط الناس والمدعوين وذهبت إليه لتهمس في أذنه : سامي .. أبتسم .. الناس بدأت تشك في أمر زواجك !!
كان سامي غير مبال بشئ وكان شكله يثير الجدل لكل من المدعوين .. وكانت عروسه بجنبه تنظر إليه وهو غير مبال بأي شئ ... يبحث عنها ... عندما انفتح الباب ودخلت .. هو ذلك الشخص الذي كان يبحث عنه .. أنها هي مرتديه ذلك الفستان الأسود الذي يعبر عن حزنها ووجها الذي دائما اعتاد عليه .. كان شاحباً لكنه كان منيراً وعيناها التي زينتهما بكحل أسود .... إنها هي .. هذه هي حنان .. وقع نظره عليها في وسط المدعوين وهي تفتح الباب .. آه لقد رأته .. تبادلا تلك النظره في وسط هذا الضجيج وفي وسط هذه الناس .. إنهما الآن اصبحا في عالم آخر ..!!
نسي سامي كل شئ من حوله ..الناس والمدعوين وعروسه وكل شئ وأصبحت عيناه كلها عليها هي فقط ..وهي تقترب وتقترب وتقترب ... وقلبه الذي طالما دفأته هي يدق أكثر .. دقاته سريعه .. يرى في عينها دموع حائره توشك على الانهمار ... حتى توقفت الاغاني ... ليهدأ المدعوين ... وليقولون في السماعات : أغنيه من شخص عزيز على المعرس .. تهديها له في هذه اليله .... سامي انبهر عندما جلس الحاضرون يرون من هو ذلك الشخص العزيز ..وإذا بها تشق طريقها بين الحاضرين ..وتحاول أن تجمد دمعتها لثواني حتى تبتسم قليلاً امامه وامامهم ... حتى اوشكت ان تبداء الأغنيه بموسيقى جميله معبره وحزينه ..وهي تمشي بذلك البطئ وكل عيون المدعوين تراها .. الكل يتسائل من هذه ؟ من هي ؟ من تكون ؟... ما هو وجه القرابة بينها وبين العريس ؟.. لماذا تمشي بذلك البطء ؟لماذا عيناها تملا بدموع ؟.. كل هذه التساؤلات كانوا يتهامسون بها .. النساء والمدعوين .. حتى بدأت تلك الأغنيه ليقول مطلعها وحنان تبطئ خطواتها :... حرمتيـــــنا .. يادنيانا من الغالي حرمتينا ... بقت كلمه بخواطرنا بعدنا لا ما قلناها ... وعلى غفله من الفرحه .. يافرقانا سرقتينا .. حكايتنا مع الغالي بعدنا ماكتبناها ... لنا غنوة فرح عيت حروفك لاتخليها .. نغنيها وهو ياما بصوته قال وغناها !!؟ .. رسمنا الحلم بعيونه وبالغنا بأمانينا .. أثارينا نعيش أوهام بنتعب ما وصلناها ..
وهنا كانت حنان تمشي خطوات راقصة حزينة ببطء وبدأت في الرقص الحزين .... وعيناها تسيح من الدموع كأنها نهر جاري ... وهو يشاهد ذلك المنظر الحزين وتدمع عيناه .. والناس على دهشه من امرهم ... سامي ينظر إليها وهي ترقص وتبكي ... أنها تكاد تسقط حزينه باكيه ليحدق بها ليطلب منها ان تجلس لأنه احس انها متعبه ... وفجأة ..وسط كل الحاضرين جاءت تقترب من العريس ... حتى اقتربت منه ... تناظره بعينيها التي اصبحت من الدموع حمراء وتنسكب الدموع على وجهها ومن بقايا كحل امتزج بدموعها فأصبح شلالاً اسود اللون على خدها ... ولما اقتربت أتته تقول له
وهي تبكي : مبــــــــروك .......
لم يستطع سامي منع نفسه من البكاء فنزلت دموعه الحاره على وجنتيه فأتت هي ومسحت دموعه بيدها قائلة له :
لا .. لا تبكي يا حبيبي .. لاتشيل همي .. انا بروح ..
سامي باكيا : لا ياحنان لا لا تقولين هذا الكلام ..
حنان : سامي حبيبي لا تحزن علي .. وفقك الله .. سوف أذهب ..
قال سامي حائراً : تذهبين ؟ إلى أين ؟
ثم نظرت إليه وهي تبكي وذلك الشلال الاسود ينهمر على خديها .... ثم قالت : الوداع وقبلته ثم نزلت إلى وسط الصاله وهي تنظر إليه وتبكي وتتمتم وتقول : آه يا زمن آه ... آه يا زمن آه ... ما بكيت وانا طفله صغيره ... لكن في هذا العمر أبكي أبكي .. آه يازمن آه ... ما شكيت من واحد غيرك .. واليوم أنا غصب علي أبكي أبكي .. آه يازمن ..
بعد ذلك .... ذهب إليها .. نعم .. ذهب إليها .. يزورها هناك .. ليرى قبرها وعندما ذهب وشاهده .. ارتجفت قدماه فلم يستطع .. فأتته الذكريات كالبرق في ذاكرته ... يوم زواجه .. ذكرياته مع حنان .. وجه حنان .. وفي الأخير وفاة حنان .. حتى سقط على قبرها باكيا مناديا : حنــــــــــــان ســـامحيني يا حنــــــــــــــــــان !!!
لا ياعمر يامن زهور لا تروح لا تروح .. يكفي ألم يكفي جروح لا تروح لا تروح واليوم ماتفيد الدموع .. ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص ..خلاص .. وش باقي فينا مابقى وش باقي فينا حتى الحزن منا اشتكى .. وش باقي فينا واليوم ماتفيد الدموع ولا الندم ولا الرجوع بأنت نهايتنا خلاص .... خلاص ..
نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية ..