نحاول جاهدين أن نجسد أواصر المحبة ونجعل المحيط الذي يحيط بنا يبرهن مدى روح الولاء والوفاء فيما بيننا ، و لكن هناك ظروفا قد تكون أصعب من أن نقتحمها .
فالأخوان قد يجمعهما منزل واحد ومائدة واحدة وقلب واحد ينبض ودا وحبا للآخر ، ولكن قد تتلاشى تلك العوامل وتندثر بسرعة وتتحول إلى سراب يذهب مع مهب الريح ، فتنشب بين الحين والآخر بينهما مشاكل عديدة هم في غنى عنها والسبب في نشوب تلك المشاكل هم فلذات أكبادهم الذين لا يعرفون معنى الحياة ولا يقدرون علاقة الأخ بأخيه فيفرقوا بين أبيهم وعمهم من منطلق براءة الطفولة ، فالأطفال دائما يلعبون ويمرحون وسرعان ما يتحول هذا المرح إلى خناق حاد قد يستمر لبضع أيام إن لم يكن لبضع ساعات فتعود بعد ذلك المياه إلى مجاريها وكأن شيئا لم يحدث ، وبين تلك الفترة التي نشب فيها الخلاف بين أبناء العم نجد هناك خلاف آخر يحدث من نوع آخر قد يستمر عدة أسابيع إن لم يكن عدة شهور أو عدة سنوات بين الأباء لاعتقاد كل واحد منهما بأن أطفاله على حق وصواب وأبناء أخيه على خطأ وباطل .
ومن هذا المنطلق يتحول هذا الحب الصادق بين الأخوين إلى حقد دفين كان من الممكن القضاء عليه لو أن كل أب حكم عقله واعتبر ذلك الخلاف الحادث بين أطفاله وأطفال أخيه ما هو ألا فقاعة صابون بعد ثوان سيزول أثرها ويعود الحال كما هو بين أطفالهم من لعب ولهو متناسين ما حدث بينهم في السابق .
وللقضاء على هذه الظاهرة علينا ألا نلتفت لذلك الخلاف الحادث بين أبنائنا وأبناء عمهم حتى لا تنتقل عدوى الخلاف من الأبناء إلى الآباء .